تخصص هندسة الصوت

تخصص هندسة الصوت

يعتبر تخصص هندسة الصوت هو أحد فروع الهندسة، ولكن هذا التخصص يهتم بالجوانب الإبداعية والعملية لجميع الأصوات والموسيقى أيضًا، فهذا هو الهدف الأهم للهندسة الصوتية.

وعليك أن تعلم عزيز القارئ أن عملية هندسة الصوت، ليست بالعملية السهلة على الإطلاق، بل على العكس من ذلك فهي تمتاز بالصعوبة والتعقيد أيضًا،
حيث يجب أن يتم تمرير الصوت بعد أن يتم تسجيله بالعديد من العمليات، مثل قيامك بإدخال تلك الأصوات إلى البرامج الخاصة لتعديلها ومن ثم معالجتها على العديد من المراحل المختلفة.

كما نود أن نعلمك أيضًا أن تخصص هندسة الصوت أصبح من أهم التخصصات التي تدخل ضمن تخصص تكنولوجيا المعلومات، فهو ليس تخصصًا فنيًا فقط، بل تخصص فني وعلمي في نص الوقت.

فيقوم الطالب الذي يدرس هذا التخصص، بدراسة تلك المواد العلمية وتطبيق المواد النظرية أيضًا على أرض الواقع، وذلك بعد أن يتلقى المعرفة العلمية الصحيحة.

وبهذا أصبح تخصص هندسة الصوت لا يقل أهمية مطلقًا عن باقي تخصصات التكنولوجيا، كما أن له دور كبير في إخراج الأفلام والمسلسلات بجودة الصوت هذه التي تليق بالمتفرج.

تخصص هندسة الصوت

سوف تتعرف في هذا المقال على كل ما يتعلق بتخصص هندسة الصوت، التخصص الذي اكتسب شهرة واسعة في العالم في آخر الأوقات، وذلك نظرًا للأهميته الكبرى في العديد من المجالات.

فسوف تتعرف على تاريخ نشأة هذا التخصص الناجح، بالإضافة إلى تعريفك برحلة تطوره أيضًا، وما الفوائد التي يمكن للعالم ولمهندس الصوت الحصول عليها بتخصصه فيه.

كما نحرص أيضًا على وضع العديد من المقارنات في هذا المقال، والتي تقوم بدورها بتوضيح هذا التخصص بأفضل شكل ممكن وتعريفك بما يقوم به المتخصصين في الهندسة الصوتية أيضًا.

فهذا التخصص أثبت أهمية كبيرة في العالم في آخر الأوقات، كما أنه ليس بتلك السهولة التي تتوقعنها، فهو معقد وصعب بعض الشيء، ولكنه تخصص ممتع في حال أردت التعيين به والتخصص فيه.

وهناك العديد من المعلومات الأخرى التي سوف تتعرف عليها في هذا المقال والتي تتعلق بهذا التخصص، كل ما عليك هو قراءة المقال بعناية وتدوين ما تريد من ملاحظات، تابع لمعرفة المزيد.

تاريخ إنشاء هندسة الصوت

يرجع تاريخ إنشاء هذا التخصص إلى قدم الزمان عندما قام العالم والمخترع العظيم توماس اديسون بإختراع الفونوغراف، وهو جهاز يتم استخدامه في تسجيل الأصوات بطرق ميكانيكية وتسجيله على اسطوانه.

وعلى رغم وجود العديد من المشاكل والمساوئ في الإسطوانات، ولكن هذا لم يقف في طريق شهرتها وإنتشارها، فقد اتسعت شهرة الإسطوانات حتى كان يتم الاعتماد عليها كليًا في تسجيل الصوت.

واستمر تسجيل الأصوات على الإسطوانات إلى أن قام العالم إميل برلينر في عام 1889 باختراع الگراموفون، وهو يشبه في طريقة عمله، طريقة عمل الفونوغراف، ولكن هناك اختلاف بسيط، وهو أن الگراموفون يقوم بتسجيل الأصوات ليس على اسطوانات بل على أقراص.

وتتميز الأقراص على الاسطوانات في العديد من الأشياء، أهمها أن الأقراص يسهل تخزينها والتعامل معها ونقلها بسهولة أيضًا، وقد حلت الأقراص بديلًا للاسطوانات في العام 1933.

وبالاعتماد على الأقراص بدلًا من الاسطوانات، أدى هذا إلى سهولة نسخ تلك الأصوات، وبالتالي انخفاض قيمتها، وبهذا احتلت تلك الأقراص التي تحتوي على الأصوات والموسيقي، جميع البيوت، وكان هذا بمثابة ولادة صناعة استهلاكية جديدة على العالم أجمع.

وبالطبع وكما هو متوقع فقد ظهر العديد من التطورات في هذا التخصص من الصناعات الفنية وغير ذلك، حيث ظهرت المبدلات الطاقية مثل الميكروفونات والمجاهير والسماعات أيضًا، والاختراع الذي أحدثه لي دي فورست، وهو “الصمام الثلاثي” والذي يتم استخدامه بشكل أساسي في عملية تضخيم تلك الأصوات المنخفضة.

ولا تظن أن هذه هي كل الصناعات الجديدة التي دخلت على تخصص هندسة الصوت، فهناك العديد من الآلات والمواد الأخرى التي تم اختراها، والتي ساعدت بشكل كبير في هذا التخصص.

واستمر هذا التطور إلى وقتنا هذا، الوقت الذي أصبح فيه تخصص هندسة الصوت يتم تدريسه في الجامعات والكليات.

اقرأ أيضاً:

أدوات الهندسة الصوتية والمكساج

أتى الوقت للتعرف على تلك الأدوات التي يتم استخدامها في الهندسة الصوتية والمكساج، وتعريفك بما تقوم به كل آلة من تلك الآلات أيضًا.

وتعتبر الأدوات التي يتم استخدامها في عملية هندسة الصوت من أهم الأشياء، فلكل أداة أهمية مختلفة ودور تقوم به، وهذا ما ستتعرف عليه في الفقرة.

ومن تلك الأدوات ما يلي:

أداة Gain

ويعتبر أداة Gain من أه أدوات تخصص هندسة الصوت، حيث أنك من خلال هذه الأداة يمكنك معالجة الصوت الأصلي وتعديله حتى تصل إلى درجة الصوت التي تريدها.

وهذه الأداة هي أول ما يمر من خلالها الصوت، حيث يمر الصوت بالمكسر ومن ثم يمر بأداة Gain وبعد ذلك يتم تصديره إلى باقي الأدوات للعمل على تعديله وتظبيطه.

وعليك أن تعي جيدًا أن أداة Gain يمكنك الاستغناء عنها بسهولة، وهذا في حال كان الصوت الأصلي مظبوط على المستوى المطلوب، وبالتالي لا يحتاج إلى تعديل.

أداة  Equalizer

ونرمز لهذه الأداة بالرمز “eq”، ونود أن نعلمك عزيزي القارئ أن أداة “eq” هي أداة المكساج الرئيسية والذي يعتمد عليها معظم مهندسي الصوت، لما لها من أهمية كبيرة في التنسيق بين مختلف الأصوات وجعلها أكثر وضوحًا.

وهذه الأداة تمكنك من التمييز بين مختلف الأصوات، فيمكنك من خلالها رفع صوت عن صوت آخر، مثلا يمكنك رفع الصوت الحاد في الأداة الموسيقية عن الصوت الغليظ عن طريق خفض تردد الصوت الغليظ.

وهناك العديد من الوظائف لهذه الأداة، وهي كالتالي:

معالجة الصوت

فيمكنك من خلال أداة Equalizer معالجة جميع الأصوات وتعديله، لما يتناسب بشكل أكبر مع أذن المستمع، وهذا في حال كان حجم الصوت صغير وبه قصور واضح.

وهناك العديد من أسباب قصور الصوت وعدم تقديمه بالجودة اللازمة، ومن تلك الأسباب تسبب المكان الذي يتم فيه تسجيل الصوت في جعل الصوت غليظ، وهنا يأتي دور هذه الآلة في معالجة الصوت وتحسينه.

وتكون عملية التحسين والتعديل هذه معتمدة على تعويض الصوت بما ينقصه من انقطاع أو انخفاض، بالإضافة إلى تعديل تردد الصوت أيضًا حتى تحصل على الجودة التي تريدها.

إضافة اللمسات الشخصية

من خلال هذه الآلة يمكنك إضافة اللمسات الشخصية التي تراها مناسبة للأغنية أكثر في حال وجودها، فيمكنك تدفئة الصوت أكثر أو خفضة بوتيرة معينة وما إلى ذلك.

فهذه هي الآلة التي يمكنك من خلالها إخراج تلك الأفكار الموسيقية التي توجد في عقلك إلى أرض الواقع، هذا لوجود العديد من المفاتيح التي يمكنك استخدامها والتعامل معها للحصول على جودة الصوت الذي تريد.

أداة المؤثرات الصوتية

من خلال معرفتك باسم الأداة فانت بالتأكيد توقعت ما تقوم به، وهذه هي الأداة التي يمكنك من خلالها إضافة خاصية انعكاس الصوت على الصوت الأصلي، وذلك من أجل عمل صدى صوت للصوت الأصلي.

وللمؤثرات الصوتية أهمية كبيرة في مختلف المجالات التي يوجد بها أصوات وموسيقى، سواء كان هذا في الغناء أو الأفلام والفيديوهات السينمائية، والدوبلاج وغيرها.

حيث أنك بهذه الآلة يمكنك تمييز الأصوات والتركيز عليها، وأنت بالتأكيد تلحظ هذا كثيرًا في الفيديوهات السينمائية وفيديوهات اليوتيوب أيضًا، لما في ذلك من فائدة كبيرة في جذب أذن المستمع.

وهذه هي أشهر الأدوات التي يتم استخدامها في عملية هندسة الصوت، وهذه الفوائد ما يمكنك الحصول عليها باستخدامك لتلك الآلات.

الإنتاج الصوتي

وهي العملية التي يتم فيها تسجيل الأداة للأصوات وإعادة تكوينها، وذلك للحصول على الصوت بالشكل الذي تريده، وتتم عملية الإنتاج الصوتي بالعديد من المراحل التي سوف تتعرف عليها في الفقرة القادمة.

مراحل الإنتاج الصوتي

هناك العديد من المراحل التي يمر بها الصوت كي يكون بالجودة والإتقان اللازمتين، ومن هذه المراحل ما يلي:

التنقية وتخفيف الضوضاء

وهي عملية أساسية في رحلة الإنتاج الصوتي، والذي يقوم فيها المهندس باقتطاع جزء من المقطع الصوتي ومن ثم تصويره، وهذا للكشف عليه ومعرفة التردد والشدة الموجودة به، ومن ثم إزالتها وتمريرها لمختلف الترددات الأخرى.

عملية التسجيل

وهي العملية التي يتم فيها إدخال الأصوات إلى البرنامج، سواء كان بشكل مباشر مثل إدخال الصوت عن طريق المكبرات، أو إدراج العديد من الملفات المصورة من قبل إلى البرنامج.

التضخيم والتضعيف

وكما هو ظاهر في الاسم، فيتم في هذه المرحلة عملية تضخيم أو تضعيف تردد الصوت حسب المادة الصوتية المسجلة، وهذا بالاختيار بين الموجات الموجودة.

مرحلة الموازنة

وهي المرحلة التي يتم فيها موازنة الصوت في القناتين اليمين والشمال، هذا كي لا يختلط الصوت الخارج من أحدهما على الآخر، كما يوجد العديد من الخيارات التي تمكنك من رفع الصوت الخارج من أحد القناتين عن القناة الأخرى.

المعالجة الديناميكية

ويتم في هذه المرحلة استخدام منحنى curve بشكل يدوي، وهذا بهدف رفع حدة وتردد الصوت أو خفض ترددات معينة في التسجيل، أو الغاء قدر معين من db.

مرحلة Normalize

قد تجد أنه في العديد من التسجيلات هناك بعض الفراغات الصوتية التي تتسبب في عدم حصولك على جودة الصوت الذي تريده، ويتم ت عديل هذا في مرحلة Normalize.

مرحلة التصفية

وتأتي الآن مرحلة التصفية والتي يتم فيها استخدام العديد من المصفيات مثل المعادل الديناميكي، والمعادل البياني.

التأخير المؤثرات الصوتية

وهذه هي المرحلة الأخيرة من مراحل الإنتاج الصوتي، والذي يتم فيها معالجة المقطع الصوتي قبل دمجه، وذلك باستخدام بعض مؤثرات التأخير التي يتم خلالها التلاعب بالفترة الزمنية وتكرار الصوت مرات كثيرة مع اختلاف طبقات الصوت.

حيث أن ا لمقطع الصوتي ينقسم إلى العديد من المقاطع، وكل مقطع منهما له وقت محدد وطبقة معينة، كما يتم أيضًا إضافة العديد من المؤثرات الصوتية الأخرى مثل الصدى الصوتي والارتداد وتغيير بيئة التسجيل.

برامج التوزيع الموسيقي

هناك العديد من البرامج التي يمكنك تنزيلها والتعديل على المقاطع الصوتية الخاصة بك بأفضل شكل ممكن، وسوف نعرض لكم العديد من البرامج التي حازت على إعجاب الجمهور.

برنامج Studio one

وهو برنامج تقوم بإنتاجه وتطوير الشركة المعروفة presonus، وهي شركة متخصصة في إنتاج كروت الصوت، ويعتبر هذا البرنامج أحدث برامج التعديل الصوتي بالمقارنة مع باقي البرامج.

تم صدور النسخة الأولى من هذا البرنامج في العام 2009، وهو من البرامج المفضلة للعديد من الأشخاص ويمكن استخدامه بديلًا لبرنامج كيوبيز وبروتولز، حيث يحتوي على العديد من المميزات والخدمات التي جعلته في هذه المكانة.

برنامج  Pro Tools

وهو برنامج من إنتاج شركة Avid، وهو واحد من أهم البرامج التي تختص بمجال الصوتيات وهو ما يقوم باستخدامه أشهر وأفضل الستديوهات في العالم.

وهذا البرنامج من أقدم برامج التعديل الصوتي وأفضلهم، كما أنه من البرامج الأساسية التي تم شهرة صناعة الموسيقى خلاله، كما أنه أثبت فعالية كبيرة في مجال الهندسة الصوتية،
ولكن البعض يفضل أن يتم تسجيل الأغاني من خلاله، ولكن لا يفضل توزيعها عبره، ولكنه برنامج حقًا متكامل.

برنامج Cubase

وهو من أكثر البرامج التي حصلت على إعجاب جميع الأشخاص على الإطلاق، كما أنه من أفضل برامج الهندسة الصوتية والتوزيع أيضًا، وقد حصل هذا البرنامج على إشادة الجميع لما يحتوي عليه من مميزات رائعة.

وتم تصميم وإنتاج هذا البرنامج الرائع عبر شركة Steinberg الشهيرة، وهي الشركة التي أنتجت أول مديول للعزف الإلكتروني في العالم، هذا بالإضافة إلى امتلاكها لفكرة صيغة “v.s.t” أيضًا.

برنامج  Reason

أكثر ما يميز هذا البرنامج هو تصميمه الفريد، الذي يشبه كثيرًا تصميم أجهزة الهاردوير من حيث الشكل وإمكانية ربط الكابلات الافتراضية أيضًا.

كما يتميز هذا البرنامج أيضًا باحتوائه على مكاتب خاصة به ولا تعمل إلى على البرنامج، كما يتم إرفاق معه العديد من الآلات الافتراضية المميزة، ويأتي هذا البرنامج من حيث الجودة بعد كلًا من برنامج كيوبيز وبروتولز.

وهناك العديد من البرامج التي تقدم لكم خدمات الهندسة الصوتية وتعديل الأصوات، ولكن تلك التطبيقات التي قدمناها لحضراتكم هي الأفضل على الإطلاق.

الفرق بين الهندسة الصوتية والتوزيع الموسيقي

في هذه الفقرة سوف  تتعرف على أكثر الأسئلة التي حيرت الكثير من الأشخاص والتي قد لا تجد الكثير من الإجابات عليها، وهو الفرق بين  كلًا من الهندسة الصوتية والتوزيع الموسيقي.

والفرق بينهما ما يلي:

التوزيع الموسيقي هو القيام بترتيب الآلات الموسيقية المستخدمة والتعبيرات التي تنتج عنها، وكيفية خلق حوار بينها وبين الآلات الأخرى العديدة، وبين الصوت البشري أيضًا.

وتكمن وظيفة الموزع الموسيقي، في اختيار اللحن الخاص بالأغنية والجو المناسب لها، وتحديد السرعة في الأغنية أيضًا، ويقومك الموزع بالإشراف على كل شيء في مرحلة تسجيل الصوت لإنتاج تسجيل صوتي مناسب للآذان.

أما هندسة الصوت فهي تهدف إلى ترتيب الأصوات سواء كانت أصوات آلية أو أصوات بشرية، وهذا بالاعتماد على الترددات التي تختص بكل صوت، مما في ذلك من عدم دخول الأصوات مع بعضها وعدم وضوحها على الأذن.

اقرأ أيضاً:

دراسة تخصص هندسة الصوت

يعتبر تخصص هندسة الصوت من أكثر التخصصات المطلوبة في الأسواق في الوقت الحالي، كما أنها طريقة جيدة للنجاح والشهرة، فمن خلال دراستك لهندسة الصوت والنجاح بها، يمكنك التعاقد مع أحد المغنيين الكبار، كي يضمن تسجيله للأغاني بأفضل شكل ممكن عن طريقك أنت.

لذا بعد معرفتك بكل ما يتعلق بهذا التخصص في هذه المقالة، اتخذ قرارك في دراسة هذا التخصص والتميز فيه، وهناك العديد من الكليات والمدارس في العالم أجمع تقوم بتدريس هذا التخصص، قم بالتسجيل بها على الفور.

وهنا نهاية المقال الخاص بنا عن تخصص الهندسة الصوتية، وتعرفتم في المقال على تاريخ نشأة هذا التخصص، وما يمكنك تقديمه بدراسته أيضًا، بالإضافة إلى تعريفك بمراحل الإنتاج الصوتي،
كما تم التفريق بين كلًا من الهندسة الصوتية والتوزيع الموسيقي أيضًا، وهناك العديد من المعلومات الأخرة التي تم وضعها لكم في هذا المقال أيضًا.

في حال أعجبك هذا التخصص وكان مناسبًا لك ولشغفك، قم بدراسته على الفور ولا تتكاسل عن التميز فيه، فهو أنسب طريقة لحصولك على الشهرة والمجد والنجاح في هذا الزمن الذي يكثر فيه الموسيقى والغناء.