سامي، صيدلي يعمل في وظيفة داخل إحدى المستشفيات براتب شهري. وظيفة مرهقة ودخل لا يكفي احتياجاته. لكن ذات يوم صادف مقالًا عن الدخل السلبي وفكر مليًا ودفعه ذلك لاستكشاف هذه الفكرة.
كان سامي مهتمًا بمجال البرمجة؛ ولذلك بدأ بتعلم البرمجة عبر دورات الإنترنت. بعد ذلك، نفذ مشاريع مختلفة لتطوير تطبيقات الجوال كمستقل. ساعدته هذه المشاريع على صقل مهاراته في هذا المجال الجديد واكتساب الخبرة. كما تمكن من تحقيق حريةً ماليةً بفضل عمله الحر.
والآن، تمكن سامي أخيرًا من تحقيق الدخل السلبي. فمع خبرته الواسعة في تطوير تطبيقات الجوال، بحث عن نقطة ألم شائعة في مجال عمله السابق. وهي صعوبة وتعقيد الأنظمة الرقمية لإدارة الصيدليات، ما جعله يطور تطبيق جوال بواجهة مستخدم سهلة وبسيطة لرقمنة كافة المهام المختلفة بالصيدلية؛ من بيع وشراء وإدارة مخزون وغيرها.
هذه المقالة موجهة لكل من يرغب في بدء رحلته نحو تحقيق دخلًا سلبيًا؛ حيث نُقدم لك عزيزي المثابر خارطة طريق من واقع تجربة سامي. التجربة التي حررته من قيود الوظيفة التقليدية ومكنته من تحقيق دخلًا مستدامًا دون أي مجهود يومي مستمر!
ما هو الدخل السلبي؟
تخيل أنك تجلس في مقهى هادئ، تحتسي قهوتك المفضلة بينما تتفقد هاتفك فترى إشعارًا جديدًا يقول: «لقد حصلت على عملية بيع جديدة»! هذا هو جوهر الدخل السلبي؛ أن تحصل على دخل مستدام دون الحاجة إلى بذل جهد يومي مستمر كالوظائف التقليدية.
هل يمكن لأي شخص بناء دخل سلبي؟
نعم يُمكن لأي شخص على الإنترنت بناء مشروع رقمي يُدر عليه الدخل السلبي. ولكن ستحتاج إلى عمل جاد ومثابرة حتى تتمكن من تحقيق ذلك. فيما يلي خارطة طريق مُفصلة تساعدك على بدء رحلتك في هذا المجال.
طور مهاراتك الشخصية أولًا
يتوقف الدخل السلبي على امتلاكك المهارات التي يمكن توظيفها لإنتاج منتجات أو خدمات رقمية. ولذا ستكون الخطوة الأولى أن تبدأ في تطوير مهاراتك وتتعلم مجالًا جديد. ويمكنك عزيزي المثابر الالتحاق بالدورات عبر الإنترنت لتعلم مختلف المجالات التي تُحقق الدخل السلبي حسب تفضيلاتك.
اصقل خبراتك
بعد تعلم مجال مُعين، ستحتاج إلى صقل خبراتك واكتساب المزيد من المعارف عن مجالك. وذلك حتى تتمكن من تقديم منتج رقمي يُقبل الجمهور على شرائه باستمرار. ذلك لن يحدث إلا إذا تمكنت من حل نقطة ألم شائعة بمنتجك، كما فعل سامي!
ولذا أنصحك أن تأخذ وقتك في الممارسة؛ بمشاريع مختلفة على منصة مستقل للعمل الحر. لكن اختر أولًا نيتش مُحدد؛ وحلل متطلبات جمهوره وابحث عن نقاط الألم الشائعة في هذا النيتش.
طور منتجك الرقمي الأول
في هذه المرحلة أصبحت مستقلًا مخضرمًا مع رصيد كبير من المشاريع العملية التي أنجزتها. ماذا بعد؟ نعم كما توقعت، الآن أنت جاهز لتطوير منتجك الرقمي الأول الذي يدر عليك دخلًا سلبيًا مستدامًا. واعلم أن بيع المنتجات الرقمية هو التطور الطبيعي للمستقلين!
الآن، إليك أهم وسائل تحقيق الدخل السلبي عبر الإنترنت، والتي يمكن توزيعها داخل قسمين رئيسيين:
- تطوير وبيع المنتجات الرقمية
- صناعة المحتوى الرقمي
تطوير وبيع المنتجات الرقمية
كما ذكرنا، تطوير وبيع المنتجات الرقمية يحتاج إلى خبرة في مجال أو نيتش محدد. وعند تكوين هذه الخبرة، ستحتاج إلى التخطيط الجيد لتطوير منتجك الرقمي الأول. ابدأ أولًا بتحديد الشريحة المستهدفة، وأنصحك بعد ذلك باستخدام تحليل SWOT لفهم أعمق حول مشروعك الرقمي والتحقق من جدوى فكرة المنتج. وبعد تطوير المنتج واختباره، يمكنك طرحه للبيع على متجر بيكاليكا لبيع المنتجات الرقمية.
تطوير القوالب والإضافات
إذا كانت لديك خبرة في البرمجة؛ فهي أحد المجالات القوية التي تساعدك في تحقيق دخل سلبي. استعمل مهاراتك في برمجة قوالب وإضافات ووردبريس وشوبيفاي. ركز على نيتش محدد واجعل تصميم القالب جذابًا ومتوافقًا مع ما يطلبه العملاء المهتمون بهذا النيتش. فمن المهم أن يشعر العميل أن هذا المنتج الرقمي مُخصصًا له ولاحتياجاته.
ضع نفسك مكان العميل، وحدد أهم نقاط الألم وكيفية معالجتها سواء بقالب أو إضافة، ثم طور منتجك بناءً على ما اكتشفته.
على الأغلب ستحتاج إلى لغات مثل HTML وCSS وجافاسكريبت Javascript لتطوير القوالب، وستحتاج أيضًا إلى لغة PHP إذا رغبت في تطوير إضافات ووردبريس. وما يميز مجال تطوير المنتجات الرقمية هو إمكانية تعلم كل ما يخص هذا المجال عبر الإنترنت.
ولذا أنصحك بزيارة هذه الصفحة إذا كنت ترغب في تعلم لغة PHP، حيث تجد دليلًا شاملًا لتعلم لغة PHP من دروس وكتب ومسارات تعليمية تتضمن تطبيقات عملية على تطوير إضافات وقوالب الووردبريس باستخدام لغة PHP.
برمجة التطبيقات
اختر اللغات التي تمكنك من بناء تطبيق احترافي ومتكامل، سواء على الويب باستخدام لغات مثل بايثون Python وجافاسكريبت، أو الهاتف الذكي باستخدام لغات مثل جافا Java وكوتلن Kotlin. ومن ناحية كتابة الأكواد، اجعل الأسطر البرمجية الخاصة بك أكثر تنظيمًا ليكون تفقد الأخطاء أكثر سهولةً، كما تكون قادرًا على تعديل وتخصيص التطبيق طبقًا لرغبات العملاء.
ابحث عن فكرة تجذب العملاء أو محاولة حل نقطة ألم يعانون منها، ثم حول الحل إلى فكرة تطبيق جوال متوافق مع جميع معايير التطبيقات الاحترافية. وبعد ذلك اعرضه للبيع على منصة بيكاليكا، كما يمكنك تقديم عروض خاصة بشأن تطبيقك (خدمات تخصيص أو خدمات عامة) عبر المنصة لزيادة الدخل.
أخيرًا، واكب العصر وحاول تضمين بوتات ذكاء اصطناعي داخل التطبيق. واهتم جيدًا بتجربة المستخدم (UX) من ناحية سلاسة وسهولة تصفح التطبيق؛ فهي أهم العوامل التي تضمن لك عملاء دائمين لمنتجاتك الرقمية.
التصاميم والإبداع
أخيرًا يمكنك أيضًا استغلال حسك الإبداعي ومهاراتك التصميمية في إنشاء تصاميم إبداعية يمكن بيعها كمنتجات رقمية. والتي تتضمن الشعارات، وتصاميم منشورات التواصل الاجتماعي، وتصاميم البنرات الإعلانية. وهنا ستحتاج إلى تكوين معرفة أو خلفية حول أساسيات التسويق الرقمي.
يمكنك أيضًا تصميم نماذج جاهزة مثل قوالب السيرة الذاتية التي يعتمد عليها كل من يرغب في التقدم لوظيفة جديدة، بالإضافة إلى البطاقات التعريفية، وقوائم الطعام للمطاعم، وتصاميم معرض الأعمال، والعروض التقديمية عبر برنامج PowerPoint. لكن احرص دائمًا على توفير عنصر التخصيص في هذه النماذج بما يتلائم مع الهوية التجارية للعميل.
صناعة المحتوى الرقمي
تعد صناعة المحتوى الرقمي أشهر وسائل تحقيق الدخل السلبي. وينقسم المحتوى الرقمي إلى عدة أنواع:
- المحتوى المكتوب الذي ينشر على المدونات أو في الكتب الإلكترونية.
- المحتوى المرئي المعروض على منصات الفيديو أو الدورات التعليمية الرقمية
- المحتوى المسموع مثل البودكاست.
سابقًا، كان يعتمد أصحاب المدونات على عرض إعلانات جوجل أدسنس للتحقيق الدخل من المدونة. كما يستخدم البعض الآخر أساليب التسويق بالعمولة. لكن هذه الطرق لا تتناسب مع مجتمعاتنا العربية, كما أصبحت هناك أساليب جديدة لتحقيق الدخل من المدونات. والتي تعتمد على تعزيز الهوية الشخصية لصاحب المدونة وإبراز نفسه كخبير في مجاله والاعتماد على الشراكات والمحتوى التسويقي المدفوع.
الأفضل من ذلك عزيزي المثابر أن تستخدم مدونتك أو قناتك في الترويج لمنتجاتك الرقمية الخاصة!
هذه الأساليب نفسها التي يعتمد عليها صناع المحتوى المرئي والمسموع. ولذا يجب الاهتمام بطرق كتابة المحتوى المؤثر. واعلم عزيزي أن كتابة المحتوى الجذاب هو حجر الأساس في نجاح أي محتوى رقمي.
تدخل الكتب الإلكترونية أيضًا ضمن المحتوى الرقمي. لكن أنصحك باتخاذ هذه الخطوة بعد أن تثبت نفسك في مجالك ويُصبح لديك جمهورًا واسعًا يهتم بالخبرات والتجارب التي يُمكن أن تشاركها معه في كتاب إلكتروني. ويُمكنك أيضًا تطوير دورة على الإنترنت تشرح فيها كيفية احتراف هذا المجال؛ حينها سيهتم جمهورك بالالتحاق بالدورة لأنك أثبتت نفسك كخبير في المجال!
رحلتك لن تبدأ بالكمال، بل بالتجربة والتطوير المستمر. قد تُخطئ في البداية، لكن كل خطوة تتخذها سوف تقربك أكثر نحو الحرية المالية.
الآن، القرار بيدك! هل ستظل تتابع قصص الناجحين، أم ستبدأ في كتابة قصتك الخاصة كمثابر؟