كيف تحسن إنتاجيتك في 5 خطوات | روشتة مستقل صقلته التجربة

بدأت العمل الحر من 10 سنوات، أول خمس سنوات منهم كنت أتحرك بخطى السلحفاة العجوز، برغم بذلي جهد كبير أمام شاشة الحاسوب حتى تأثر  بصري، ولكن لم يكن هذا الجهد مدروسًا، فقضيت هذه المدة وأنا أتقاضى رواتب (وأعتذر عن جرأتي في استخدام هذا اللفظ) رمزية. أما الخمس سنوات الأخريات كانت نقطة التحول، وبالأخص آخر ثلاث سنوات، كانت نقلة في حياتي المهنية والاجتماعية والمادية أيضًا. 

ومن هذه التجربة الحقيقية، سوف أقدم لك خلاصة ما تعلمته وأدركته لكي أحسن إنتاجيتي بإيجابية، وأن العمل بذكاء أهم من العمل بجهد.

خطوات تحسين الإنتاجية في العمل الحر

  1. التفكير الاستراتيجي

لم يكن التفكير الاستراتيجي هو أول خطوة خطوتها نحو الإنتاجية، ولكنه كان أكثر الخطوات تأثيرًا وأهمية، لذلك تعمدت أن أذكره لك في الخطوة الأولى، لكي تختصر الطريق. 

أنا أقتنع تمامًا أن كل شيء تغير في حياتي للأحسن عندما بدأت أن أفكر بهذه الطريقة..

يتلخص الأمر في عدة عوامل رئيسية:

  • التخطيط: يجب أن تخطط لكل ما يحدث في حياتك، لا تترك العشوائية تسرق وقتك، ونصيحتي لك أن تستخدم مفكرة سواء رقمية أو ورقية. 
  • وضع أهداف ذكية طويلة المدى: حول أمنياتك وأحلامك إلى أهداف واقعية قابلة للتحقيق ومحددة بإطار زمني واضح.
  • ترتيب الأولويات: هذه نقطة فيصلية، تعتمد اعتمادًا كبيرًا على فهمك لحياتك ومسؤولياتك وحسن تقديرك وتقييمك لها، ومن ثم أن تكون صارمًا مع هذا الترتيب، ولا تسمح بأي مخالفات فيه. 
  • التدوين: سواء كان رقميًا أو ورقيًا، فلا غنى عنه. يجب أن تفرغ رأسك في الورق بصفة دورية، لا تترك الأفكار تسبح في رأسك بلا قيود، بل أسقطها لتأخذ حجمها الحقيقي، ثم أعد ترتيبها ورصها مرة أخرى كما يجب. هذا الأمر لن يساعدك في ترتيب أفكارك فقط، بل سيخلصك من الصداع بسبب تراكم الأفكار والتوتر والقلق والتشتت وسيصفي ذهنك. 

لأن الأمر كله يعتمد على التخطيط، ولأنني أشارككم تجربتي الشخصية، فسوف أخبركم عن اختياري الذي ساعدني في تطبيق هذه العوامل. 

بدأ الأمر عندما اشتريت مفكرة مساحتي، اشتريتها ورقية لأنني أحب الورق أكثر، من إعجابي بشموليتها وتنظيمها قررت أنني لن أهملها كما أفعل مع كل مفكراتي السابقة، وقررت أن أتعلم التخطيط لكي أحسن استخدامها. وإليكم ما فعلت بالضبط:

  1. في ورقة فارغة خارجية فرغت رأسي من كل الأمنيات التي أرغب في تحقيقها، سواء في حياتي الشخصية أو المهنية، أي شيء أريد الحصول عليه، حتى المهارات الحياتية التي أرغب في أن أكتسبها، كتبت كل شيء.
  2. صنفت هذه الأمنيات وهذبتها. أي الأمنيات هذه واقعي وقابل للتحقيق؟ هل يجب أن أحصل على هذا الأمر بهذا الشكل؟ هل هذه الأمنية تناسبني أصلًا؟ هل أنا حقًا أرغب في تحقيق ذلك أم أن هذا وهمٌ سيضيع وقتي هباءً؟
  3. رتبت الأولويات.. أي هذه الأمنيات يجب أن أحصل عليها أولًا؟ أيهم أهم؟ أيهم له تأثير أعمق؟ وأيهم يمكن أن يتأجل؟
  4. بدأت كتابة أهداف العام في الجزء المخصص في مفكرتي بعد أن رتبت أولوياتي، والأهم هو حرصي على كتابة الأهداف كتابةً ذكية، أن يكون محددًا وقابلًا للتحقيق وواقعي ومحدد بزمن (مثال: حفظ 6 أجزاء من القرآن الكريم في عام 2024).
  5. جزأت الأهداف السنوية إلى أهداف أصغر ربع سنوية، وجزأت الأهداف ربع السنوية إلى أهداف أصغر شهرية. 
  6. حددت أهم الممارسات التي تساعدني في تحقيق كل هدف على حدا وكذلك التي تساعدني عامة في الإنجاز. مثال: النوم والاستيقاظ مبكرًا، هذا السلوك له أثر كبير في جوانب عدة.
  7. حددت المعوقات التي كانت تحول بيني وبين الإنجاز فيما مضى، مثل:
    1. استخدام الهاتف الذكي استخدامًا مفرطًا.
    2. السعي وراء المثالية، فهذا الأمر سوف يعطلك ويحبطك وربما يقضي عليك إن لم تنقذ نفسك منه، فقليلٌ دائم خير من كثيرٌ منقطع. 
    3. لا تحدث أحدًا عن أهدافك قبل أن تحققها. 
  8. التخطيط الأسبوعي، وهو من أهم الأشياء التي تصلك إلى أهدافك وتحول بينك وبين الطوارئ التي لا تنتهي وتسرق الوقت. فإن كتبت مهامك يومًا بيوم سوف تنسى أهدافك التي حددتها في البداية، لأن هناك مهام سوف تظهر لك وستظن أن لها أولوية وتقضي وقتك فيها وتهمل الباقي، ولكن إن خططت أسبوعيًا وجعلت التخطيط اليومي فقط للمتابعة والتحضير لن تهمل أهدافك الأساسية أبدًا وستكون دائمًا جاهز.
  9. دونت مهامي اليومية وفقًا لمهامي الأسبوعية في مفكرة المهام الصغيرة. وحددت فيها المهام العاجلة وغير العاجلة والهامة وغير الهامة كما يلي:
  1. تابعت إنجازي بصفة دورية وأصدرت التقارير لنفسي يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا… إلخ. وحددت أهم مسببات الإنجاز وكذلك أهم مسببات التقصير والتقاعص.
  2. كافأت نفسي كلما حققت إنجازًا، وهذا الأمر حفزني كثيرًا. 

2. التطوير الشخصي وتنمية المهارات

رحلة التطوير مستمرة وتسير فيها وفق استراتيجتك التي وضعتها في خطتك التي تحدثنا عنها، فأنت أثناء تحديد الأهداف لم تنسى المهارات التي ترغب في اكتسابها، سواء كانت اجتماعية أو شخصية أو مهنية، كل المهارات التي تنقصك لتكن الشخص الذي تحلم أن تكون. 

في يوم من الأيام، حدثني مديري في العمل أن لدي نقطة قوة في كتابة المقالات، ولكني لا أجيد كتابة الإعلانات. ولأنني شخص عنيد لا يقبل أن يكون لديه نقطة ضعف، قررت أن أعمل على تحسين هذه المهارة، وبالفعل ذهبت واشتركت في أحد دورات كتابة الإعلانات وواصلت التدريب كل يوم. وبعد شهر، أتاني نفس الشخص وقال لي إن مستواكِ تغير تمامًا وأثنى على كتاباتي!

وهكذا عزيزي القارئ يجب أن تكون، يجب أن تملأ داخلك أي نقص، وهذا لا يتنافى مع حقيقة أن لا إنسان كامل، ولكنه يجب أن يسعى للأفضل، وألا يترك لديه علة بلا علاج. 

3. تقدير المشاريع

لا تفرح بازدحام العملاء على بابك وتنسى أن هناك معايير لقبول المشروع. فما الفائدة أن تزيد العبء عليك وتراكم المهام وتفشل في التسليم ثم يؤثر الأمر في تقييمك ويصيبك بالإحباط؟ يجب أن تعرف متى تقول لا للمشروع:

  • ارفض المشروع عندما لا تمتلك الوقت الكافي لإتمامه. ولا تجور على حقك أو حق من حولك لكي تخلق له وقتًا عنوة!
  • ارفض المشروع عندما لا تمتلك الخبرة الكافية لإتمامه بالجودة المطلوبة، ولكن لا تنس أن تضع هذا الأمر في حساباتك لكي تعمل على تحسينه، لا تفرح بقلة خبرتك وتستمر في الوضع، فإن رفضت هذا الآن، لا يجب أن ترفض غيره مستقبلًا لنفس السبب .
  • ارفض المشروع عندما يضع صاحبه ميزانية زهيدة تبخس من حقك، فيجب عليك أن تطلع دائمًا على أسعار السوق وتعرف كيف تسعر خدماتك لكي لا تظلم نفسك ولا تظلم غيرك. 
  • ارفض المشروع عندما تجد فيه مخالفات لا تقبلها أنت أو المنصة التي تعمل عليها، ولا تعرض نفسك للعقاب. 

4. مصاحبة الناجحين

لا تحط نفسك بالفاشلين الشكائين مصدري الطاقة السلبية طوال الوقت ثم تستغرب أنك تنجرف نحوهم! يجب أن تكون محاطًا بأشخاص إيجابيين يفكرون مثلك لكي يشجعوك على الاستمرار. يجب أيضًا أن يكون في حياتك خبراء في مجالك لكي تتعلم منهم باستمرار. 

5. أسلوب حياة صحي

يجب أن تطبق كل السلوكيات الصحية في حياتك، فهذه السلوكيات لن تحسن صحتك فقط، بل ستحسن مزاجك وتزود طاقتك وتحسن أدائك. أمثلة على السلوكيات الصحية التي جربتها بنفسي:

  • نم مبكرًا واستيقظ مبكرًا لكي توفر لنفسك قسطًا مناسبًا من النوم وتستفد من ساعات اليوم الأولى التي تتميز بالبركة والصحو.
  • تناول أطعمة صحية تعزز بنية جسدك وعقلك، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وغيرها.
  • اشرب الماء باستمرار، فسوف تلاحظ أن أغلب شعورك بالصداع بسبب قلة الماء. الماء يدعم صحتك بالكامل. 
  • مارس الرياضة ولو لنصف ساعة كل صباح، فالرياضة لا تحسن شكل الجسم وبنية العضلات فقط، بل هي من أهم أسباب تحسين المناعة. 
  • ابتعد عن الشاشات الإلكترونية إلا وقت الحاجة فقط، فالكثرة منها تجعلك عصبيًا مشتتًا.

لا تعتمد على تجربتي وحدها، ابحث عن المزيد من السلوكيات وطبقها في حياتك لكي تكن تجربتك أحسن!

في نهاية مقالي أحب أن أشاركك أن بعد سنوات من التجربة والخبرة، لم أعمل مع أحد إلا وأثنى على عملي والتزامي وجودة إنتاجيتي بفضل الله، ولهذا أضمن لك نتيجة فعالة إن سرت على خطاي، بل يجب أن تبحث عن المزيد من النصائح لكي تكن أحسن وأحسن.