يمكن لبعض الأجهزة الذكية قراءة موجات دماغك كي تعرف بماذا تفكر، ثم فجأة، يظهر أمامك إعلان عمّا كنت تفكر به! حتى أن ولاية كاليفورنيا الأمريكية سنت قانون لتحمي موجات الدماغ باعتبارها بيانات خاصة بالمستخدمين، ولا يجب استغلالها دون سماحهم بذلك! تخيل عزيزي المُثابر أن التسويق الرقمي أصبح يستغل حتى موجات دماغك؟
لكن ليس جميع أنشطة التسويق الرقمي بحاجة للتطفل على موجاتك أو موجات عملائك. مقال اليوم لكل من يرغب في الوصول لعملائه بالأنشطة التسويقية الرقمية المختلفة، سواءً تستغل الموجات أو لا!
سحر كلماتك يُسعد محفظتي
التسويق بالمحتوى (Content Marketing) هو كل وسيلة يمكن أن تصل من خلالها إلى عملائك بكلمات يستشعرون فيها خبرتك في مجال المحتوى الذي تقدمه، وتجعلهم يشعرون بالسعادة عند فتح محفظتهم! صراحةً لا أنوي الحديث معك عمّا لا يهمك هنا؛ إذ تتغير صناعة التسويق بالمحتوى بسرعة هائلة. وذلك نظرًا لوجود التقنيات الجديدة كالذكاء الاصطناعي والمنصات الجديدة التي تستمر في تغيير سلوك العملاء.
أهمية التسويق بالمحتوى
يعمل التسويق بالمحتوى على زيادة الوعي بعلامتك التجارية ومنتجاتك الرقمية لدى جمهورك المستهدف. ولاكتساب ثقتهم وولائهم؛ فأنت بحاجة إلى صناعة محتوى يُبرز المزايا التي تخاطب نقاط آلامهم وتغطي احتياجاتهم. ونتيجةً لثقتهم في محتواك لن يترددوا في الشراء. وبذلك فقد أسست علاقة طويلة الأمد مع عملائك.
البحث عن إنسان في كومة من الذكاء اصطناعي
أحد الممارسات الهامة للتسويق بالمحتوى هي صناعة محتوى جذاب عالي الجودة؛ والأهم «ذو طابع إنساني». فمع الكم الهائل من المحتوى الاصطناعي المنشور على الإنترنت، أصبح جذب العملاء أكثر صعوبةً.
لذا؛ فكر في جعل رحلات العميل الصغيرة داخل كل قطعة محتوى سهلةً، كأنه وجد الإنسان في كومة الذكاء الاصطناعي. فاحرص على تقديم المحتوى الذي يتعلق به العميل ويلمس مشاعره ويفهم احتياجاته. وسيتذكرك حتمًا عند احتياجه لشيء تقدمه؛ فهو الآن يعرف وجهته إليك دون الحاجة إلى استخدام محركات البحث!
عودة الراديو
عندما علمت أن هناك ممارسة صاعدة للتسويق بالمحتوى، أشبه بالبرامج الحوارية لكنها مسموعة، تسائلت؛ أليس ذلك مثل برامج الراديو؟ كانت الإجابة «لا» فهذا يُدعى «بودكاست». والذي يمكنك من خلاله جذب عملاء محتملين ودائمين أيضًا في هيئة أصدقاء، لأنك تشاركهم أفكارك وآرائك!
وإذا تسائلت كيف يمكنني التسويق من خلاله سأخبرك بمثال، كنت استمع لبودكاست مرح وخفيف عن التسويق على سبوتيفاي. وأثناء الحديث، كان البودكاستر (مُقدم البودكاست) يُروج لدورات تدريبية بالإضافة إلى استعراض مهاراته في بناء الحملات التسويقية. وهنا نجح البودكاستر في الترويج لدورات تدريبية خارجية، بالإضافة إلى علامته التجارية الشخصية كمُسوق رقمي خبير!
وكي يحقق البودكاست نجاحًا، عليك أن تمنحه وقتًا وصبرًا. كما أن المدونات والمجتمعات يمكن أن تساعدك بشكلٍ كبير؛ نظرًا لوجود جمهور جاهز للاستماع إليك.
لا تشد ستارة الإشعارات!
أطلب منك ألا تشد ستارة الإشعارات لأنها ربما تأخذك من قراءة مقالتي إلى أحد مواقع التواصل الاجتماعي! فهل تتخيل هاتفًا ذكيًا دون تلك الإشعارات؟ ولهذا السبب؛ التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي (Social Media Marketing) أصبح أمرًا لا يمكن الاستغناء عنه.
فقد أصبح العملاء بحاجة لرؤيتك على المنصات التي يقضون عليها أغلب أوقاتهم، كما أنها أسهل في الوصول إليك من طرق البحث التقليدية. تتعدد الممارسات التسويقية على وسائل التواصل الاجتماعي من الحملات المدفوعة، أو الشراكات مع صناع المحتوى، ولكن أبرز توجهات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ هو بناء المجتمعات على الإنترنت!
لست وحدك
كان عملي السابق كمُسوقة بالمحتوى لإحدى شركات الهاردوير يتضمن متابعة الأحداث التقنية. ولأني مُتابعة شغوفة؛ عثرت على أحد صناع المحتوى على فيسبوك. كان يهتم بكتابة الأخبار التقنية يوميًا بأسلوب سلس وجذاب وبلهجتي أيضًا. وبذلك تمكن من بناء مجتمع؛ إذ أسس صفحة ومجموعة تتضمن الآلاف من متابعيه هو فقط.
بناء المجتمعات على الإنترنت (Online Community Building) هو واحد من أحدث الأنشطة التسويقية الرائجة؛ إذ يحقق لك ولاء وعلاقة طويلة الأمد مع عملائك. طالما أحبت الطبيعة البشرية الانتماء لمجموعة؛ وفي ذلك العصر الذي أصبحنا نشعر فيه كثيرًا بالوحدة، زادت حاجتنا للإنتماء في مجتمعات نشعر فيها بالأُلفة مع من يشبهونا.
مجتمع رقمي كامل باستخدام اتصال إنترنت وحساب على فيسبوك فقط!
10 دقائق = 3 سنوات
رأيت أحد الموهوبين على تيك توك، يحكي قصته مع الفيديوهات القصيرة، وكيف ساهمت في تحقيق حلمه لبيع منتجاته الرقمية. يقول ذلك الشاب أنه يهوى تصميم الشعارات؛ فبدأ في تصوير فيديوهات تيك توك قصيرة وسريعة أثناء التصميم. وبعد صبر ومثابرة؛ بدأ عدد متابعيه في الازدياد وبدأ العملاء يذهبون إليه دون أن يبحث عنهم.
أصبح التسويق بالفيديو (Video Marketing) وسيلة فعالة للوصول إلى العملاء؛ إذ يفضل 60% من مستخدمي الإنترنت مشاهدة مقطع فيديو للتعرف على منتج أو خدمة بدلًا من القراءة عنه. ويمكن أن يكون محتوى الفيديو تعليمي أو ترفيهي أو حتى تثقيفي.
عزيزي المثابر؛ قبل أن تبدأ في إنتاج فيديو تسويقي، لا تتجاهل أهمية كتابة نص الفيديو (Script). فالتخطيط الجيد يضمن استهداف جمهورك بدقة، ويحافظ على الجودة، لأن المشاهد يهرب من أمام أي فيديو عشوائي وغير منظم. لذا أنصحك بقراءة مقالتنا التي تشرح كيفية كتابة محتوى مؤثر وجذاب، ويُمكنك تطبيق النصائح بهذه المقالة على أي محتوى؛ سواء كان منشورات تواصل اجتماعي، أو مقالات، وحتى نصوص الفيديو.
عنوان الفقرة مستوحى من إعلان على تيك توك لمجموعة هيلتون العالمية مدته 10 دقائق! حتى أن الإعلان سخر من نفسه قائلًا: 10 دقائق على تيك توك تساوي 3 سنوات في العالم الحقيقي.
لا أحد يهتم بالبريد الإلكتروني.. فعلًا؟
في مراهقتي كان البريد الإلكتروني وسيلة الوصول لجميع المزايا والتطبيقات على هاتفي الأندرويد الشرير. لكن ليس بعد الآن! فقد علمت أهميته في حياتي؛ فهو شريان حياتي الافتراضية بأكملها.
لكن ذلك جانب واحد من التسويق بالبريد الإلكتروني (Email Marketing). فكما تعلم عزيزي المُثابر يصلك رسائل مثل:
- آخر قطعة على مقاسك!
- لماذا تركت سلتك، سأعطيك تخفيضًا إذا اشتريت.
بجانب تلك الممارسات، فالرائج الآن هو النشرات البريدية. وهي رسائل دورية تُرسل إلى المشتركين وتتضمن محتوى لإبقائهم على اطلاع بآخر الأخبار أو العروض وغيرها.
تنقسم النشرة البريدية لمجانية ومدفوعة؛ والمجانية في الغالب تسويقية أو إخبارية. أما المدفوعة فهي تقدم محتوى حصري عالي الجودة، وتستخدم في المجالات المُتخصصة أو حتى الترفيهية. وتظهر أهميتها عندما تعلم أن كل دولار تنفقه على النشرات البريدية يحقق عائد على الاستثمار 42 دولار.
الجميع يحب المشاهير
أحد طرق التسويق الرائجة والناجحة أيضًا، هي التسويق من خلال المؤثرين (Influencers Marketing)، وذلك من خلال التعاون مع أحد المؤثرين الذين لديهم قاعدة جماهيرية للترويج لخدماتك أو منتجاتك. لكن تأكد دائمًا من اختيار مؤثر أمين ويثق به جمهوره. واحرص على تعزيز حضورك الرقمي بصورة قوية أولًا قبل التفكير في هذا النشاط التسويقي.
لا تضغط على ميزانيتك من أجل ذلك!
تحدث مع جمهورك مباشرةً
يحظى البث المباشر الآن بشعبية واسعة بفضل تطبيقات مثل تيك توك؛ لذا يمكن اعتباره وسيلة رائعة للتقرب من جمهورك. إذ يمكنك تنظيم بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل معهم. والذي يجعلهم يشعرون بثقة وارتباط بك أو بعلامتك التجارية. يمكنك الإجابة على أسئلتهم أو تنظيم مسابقات، أو حتى استضافة أشخاص مؤثرين وخبراء في مجالك.
انتشر في الآونة الأخيرة نشاط جديد تابع للتجارة الإلكترونية باسم التسوق عبر البث المباشر (Livestream Shopping)؛ وهو مفهوم بدأ منذ عام 2017 في آسيا وبدأ في التوسع عالميًا بفضل رواج تطبيق تيك توك والبثوث المباشرة على فيسبوك ويوتيوب وغيرها.
سباق دون خط نهاية
جميع السباقات لها خط نهاية؛ إلا سباقات ترتيب المواقع في نتائج البحث، إذ تتحكم جوجل بخط النهاية وتظل تبعده وتقربه منك طوال سباقك. كان تحسين محركات البحث (SEO) من أهم الممارسات المُستخدمة لارتفاع ترتيب موقعك في نتائج البحث.
لكن منذ 2023 عندما بدأت جوجل في دمج الذكاء الاصطناعي بالخوارزميات؛ أصبح البحث أكثر ذكاءَ. وذلك لأنه يفهم ماذا يريد المستخدم من خلال السياق فقط؛ ثم يبدأ بالبحث في المواقع ليقدم الإجابة. وحينها يقع الاختيار على المواقع التي تقدم قيمة حقيقية في محتواها. لذا، بجانب قواعد السيو، احرص على تقديم محتوى قيّم ومفيد، فذلك هو مستقبل البحث. وتذكر أن الاستثمار في جودة محتواك هو الخيار الأفضل دائمًا. وذلك فضلًا عن محتوى يتمحور حول قواعد السيو؛ التي تُغيرها جوجل مرارًا وتكرارًا.
تكلم حتى أعرفك
أثناء كتابتي لذلك المقال؛ شعرت أن كل ما قيل ينقصه شيء واحد فقط؛ وهو نبرة الصوت (Tone of Voice). والتي تُعرف في التسويق على أنها أسلوبك الفريد الذي تتواصل به مع عملائك. ببساطة هو مزيج من المفردات والأسلوب والنبرة التي تشكل شخصية علامتك التجارية في نظر العملاء.
وليس عليك أن تلتزم بأي نبرة؛ فأنت من يحدد بناءً على جمهورك المستهدف وطبيعة أعمالك. ربما تكن مرحة وعفوية أو احترافية لكن ممتعة أو تتسم بالعمق مع رشة فلسفة. اختيارك لنبرة صوت سيجعل صوتك مميزًا يتعرف عليه عملائك من بين الكثير من الأصوات، فجزء من نبرتنا لك هي عزيزي المُثابر؛ دمت مثابرًا!