حول اسمك إلى علامة تجارية ناجحة على الإنترنت

حول اسمك إلى علامة تجارية ناجحة على الإنترنت
حول اسمك إلى علامة تجارية ناجحة على الإنترنت

في الفيلم المصري مرجان أحمد مرجان، للفنان «عادل إمام» يوجد مشهد عندما ذهب مرجان لأحد المقاهي كي يشتري بعض الأشعار! وعندما تفاوض مع الشاعر؛ قال له «أبيع نفسي لأول مشترٍ آتٍ» وفورًا يذكرني ذلك البيت الكوميدي بـ«العلامة التجارية الشخصية» والتي تسوق فيها لنفسك «كشخص». لذا؛ مقالنا لكل من يرغب في بناء علامته التجارية!

ما هي العلامة التجارية الشخصية؟

أنا مغرمة بجاجوار (Jaguar)، تلك العلامة الإنجليزية للسيارات التي يعبر اسمها وحده عن القوة والفخامة والسرعة. تخيل عزيزي المثابر أن اسمك يترك نفس الانطباع لدى عملائك، فيحضر في أذهانهم مع خبراتك ومزاياك الفريدة. حينها، تكون قد نجحت في تسويق نفسك؛ لديك علامتك التجارية الشخصية الآن!

استثمار طويل الأمد

بناء علامة تجارية قوية يجعلك الخيار الأول لعملائك، فهم يفضلون التعامل مع أشخاص يعرفونهم ويثقون بهم. كما تمنحك العلامة ميزة تنافسية تساعدك على الاستمرار في سوق العمل وتنويع مصادر دخلك. فبدلاً من أن تبحث عن الفرص، ستأتي هي إليك. 

وبالتالي تحررك من قيود الوظيفة التقليدية؛ إذ يمكنك تقديم خدماتك أو منتجاتك بثقة، وتحديد الأسعار التي تستحقها بناءً على قيمتك في السوق. بينما يتحوّل جمهورك إلى أداة تسويقية، يروج لك بشكل غير مباشر. لذا؛ بناء علامة تجارية شخصية هو استثمار طويل الأمد في مستقبلك المهني والمالي. ويستحق كل مجهود يُبذل في بنائه.

لا تنتظر الظروف المثالية، فهي مجرد خرافة تقتل وقتك!

أسس علامتك التجارية 

لتتمكن من بناء علامتك التجارية الشخصية؛ حدد ما الذي ترغب في أن تصل إليه من خلال النيتش الخاص بك؟ على سبيل المثال: أريد أن أصبح مرجعًا في مجال التسويق الرقمي كي أتمكن من مساعدة رواد الأعمال في تحسين استراتيجياتهم. بالإضافة إلى الحصول على فرص استشارية. 

وفي سبيل الوصول إلى ذلك؛ حدد أهدافًا ذكية (SMART) لتوجيه مسارك:

محددة (Specific): ماذا تريد بالضبط؟
قابلة للقياس (Measurable): كيف ستعرف أنك نجحت؟
قابلة للتحقيق (Achievable): هل هذا الهدف ممكن؟
ذات صلة (Relevant): هل يتماشى مع رؤيتك؟
محددة بوقت (Time-bound): متى ستنجزه؟

مثال عملي على تلك الأهداف:

  • الانضمام إلى مجتمعات رقمية متخصصة في التسويق وكتابة المحتوى
  • إنشاء محتوى للتعليم والنصح في تلك المجتمعات 3 مرات أسبوعيًا 
  • التفكير في كلمة خاتمة أو بداية أو هاشتاج يميز أسلوبي ويترك أثرًا لدى الجمهور

ولكن عزيزي المثابر، للبدء في وضع أهدافك والتخطيط لعلامتك الشخصية؛ عليك أن تتعرف على بعض الأشخاص؛ أولهم نفسك!

تعرف على نفسك

جهز ورقة وقلم وابدأ بتدوين جميع مهاراتك وخبراتك. ثم فكر ما الذي يميزك كشخص؟ ما الجوانب التي يراها عملائك ومن حولك بأنها تميزك عن الآخرين. ثم حدد ما القيمة التي يمكن أن تقدمها لعملائك. ولتتمكن من ذلك تأكد أنك خبير في مجالك قبل البدء في بناء علامتك التجارية؛ لأن تلك الخبرة تساعد في انتشارك. يمكنك أيضًا الاستعانة بتحليل SWOT الشخصي لفهم أعمق لنقاط قوتك وضعفك وأهم الفرص التي يمكن استغلالها لتعزيز هويتك الرقمية.

تعرف على جمهورك

بعد التعرف على نفسك، أنت بحاجة للتعرف على جمهورك المستهدف، لتتمكن من التواصل معه. لذا؛ عليك أن تعرف ما الذي يتوقعه منك؟ ما الذي ينقصه وما هي نقاط ألمه، لماذا يختارونك أنت؟ ودعني أخبرك عزيزي أن أول الطريق لمعرفة جمهورك سيكون من خلال البحث والملاحظة.

اختر مسرحك!

كي تصل لجمهورك المُستهدف؛ تسائل عن مكانه، وهذا ما يحدد منصات تواجدك. لكن بدلًا من أن تبدأ بإنشاء حسابات على جميع منصات التواصل، ركّز على المجتمعات الرقمية المتخصصة على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ولينكد إن أو مجتمعات رقمية مستقلة مثل حسوب I/O

قدم لهم نصائحك كخبير، واستعرض خدماتك في سبيل راحتهم. وكن نشطًا؛ ليس فقط من خلال المنشورات، بل أجب عن الأسئلة وساعد في حل المشكلات ولا تخجل من التفاعل. واجعل جمهورك يتعلق بك، ليس فقط كمحترف ومقدم خدمة؛ بل كصديق. بالتالي تتمكن من بناء سمعة كشخص خبير داخل تلك المجتمعات. 

احرص على بناء موقع شخصي؛ فهو يسهل على عملائك الوصول إلى معرض أعمالك و خدماتك. كما يجعلك تظهر بصورة احترافية أمام الجمهور. ولا تقلق! الأمر لا يتطلب أي خبرة برمجية أو توظيف أحد المطورين أو حتى تكلفة كبيرة. يُمكنك استخدام أداة سنديان لإنشاء المواقع بالسحب والإفلات دون كتابة أي أكواد. فموقع سنديان يحتوي على قوالب متنوعة موجهة للاستشاريين ومعارض الأعمال.

قوالب سنديان
قوالب سنديان

أشاركك رحلتي لأنك صديقي

جميعنا تقريبًا لدينا شخص ما نتابعه ونشعر بأنه صديق لنا؛ إذ يتحدث عن أمور تلمسنا وتؤثر علينا. لذا؛ كن صديقًا لجمهورك. وشاركهم رحلتك أيضًا، كيف بدأ شغفك بمجالك؟ ما التحديات التي واجهتها؟ اجعلهم يعيشون قصتك بأسلوب روائي مثير يتضمن مواقف وشخصيات حقيقية.

ولا تخش مشاركة تجاربك؛ الرائعة منها والسيئة فتلك اللحظات هي ما تجعلنا ناجحين. فهم لا يرغبون في رؤية الأشخاص المثالية البراقة في ذلك العصر الذي يمتلئ بالزيف، لذا كن صادقًا فنحن بحاجة لأن نرى أشخاص يشبهوننا.

أحبه لأنه طريف

أحب المحتوى الطريف كثيرًا، فالابتسمات والضحكات التي أُطلقها أثناء قراءة محتوى ما جعلتني أمتن كثيرًا لصاحبها. وآخرها كانت أثناء قرائتي لكتاب حول العالم في 200 يوم للصحفي والأديب المصري «أنيس منصور». اتسمت كتابات أنيس منصور بأنها ساخرة وذكية وسلسة؛ جامعةً بين الفلسفة والثقافة والمعلومات الشيقة.

في حياة صعبة كالتي نعيشها؛ فذلك مزيج ومثال رائع على ما يُعرف في التسويق بنبرة الصوت (Tone of Voice). فعند بناء علامتك التجارية الشخصية، أنت بحاجه لنبرة تعكس هويتك للجمهور. والتي يمكن أن تحددها بناءً على الأثر الذي ترغب في تركه لديهم.

على سبيل المثال؛ إذا كنت مطور ألعاب فأنت بحاجة إلى نبرة صوت شبابية ومرحة، تتناسب مع جمهورك المستهدف من الشباب. 

نصف قرش نصف حصان

هل تتذكر صور الفوتوشوب التي تدمج أجزاء مختلفة من الحيوانات، مثل حيوان نصف قرش ونصف حصان! ولا يهم إن كان أحدهم يلد والأخر يبيض. ذلك أقرب مثال لعدم الاتساق، فيجب أن يكون كل ما تقدمه مُتسقًا. طريقة صياغتك للمحتوى، وملابسك، وطريقة تحدثك، وتواصلك مع عملائك. أي حياد عن ذلك الاتساق؛ سيسبب إرباكًا لدى جمهورك. بالإضافة إلى شعور بالزيف، لأن الشخص الحقيقي متسق بطبيعة الحال!

الاستمرارية

في أي طريق تختاره، مفتاح النجاح هو الاستمرارية. إذا كنت في بداية رحلتك لبناء علامتك التجارية الشخصية، فلا تقلق إن لم يكن لديك جمهور بعد! فالجمهور يُبنى خطوة بخطوة مع كل محتوى تقدمه. لذا، لا تُثقل كاهلك بأهداف كبيرة منذ البداية، بل ضع أهدافًا ذكية كما ذكرنا، والتزم بمعدل نشر ثابت حتى لو كان بسيطًا.

ومع كل منشور، ستتعلم المزيد عن اهتمامات جمهورك المستهدف، ما يمكنك من تحسين أسلوبك وصقل مهاراتك في صناعة المحتوى. ولا تُحبط، فالبناء يتطلب مثابرة. حافظ على سمعتك الجيدة، وكن حاضرًا دائمًا، لأن علامتك التجارية هي أنت!