المجتمعات الرقمية: الداعم الأقوى لمشاريعك على الإنترنت

أهمية المجتمعات الرقمية لنجاح أعمالك على الإنترنت
أهمية المجتمعات الرقمية لنجاح أعمالك على الإنترنت

إنشاء مدونتي على بلوجر كان خطوة كبيرة بالنسبة لي، ولكن بعد ثلاث سنوات، اضطررت للانتقال إلى ووردبريس بعد توقف الدعم عن بلوجر. ومع أنني صيدلانية ولست مبرمجة، إلا أنني أحب أن أتعلم وأطور مهاراتي بنفسي. لذا؛ بدأت في حضور الدورات عبر الإنترنت، لكن طاردتني بعض المخاوف من أن أضل الطريق، لكنها زالت عندما اكتشفت مجتمع عرب ووردبريس. حيث وجدت مساعدة من خبراء ودعم مستمر طوال رحلتي في التعلم. 

في هذه المقالة، سنتعرف معًا على المجتمعات الرقمية وكيف أصبحت عنصرًا أساسيًا لنجاح المشاريع عبر الإنترنت.

ما هي المجتمعات الرقمية؟

المجتمع الرقمي هو مجموعة تضم أشخاصًا يتشاركون اهتمامات واحدة ويتبادلون الأفكار والمعلومات، فهو وسيلة للربط بين الناس في العالم الافتراضي.

يمكن تقسيم المجتمعات الرقمية إلى قسمين رئيسيين:

  • مجتمعات رقمية على وسائل التواصل الاجتماعي: يمكن أن تكون مجموعاتٍ على فيسبوك، وتليغرام، وغيرها.
  •  مجتمعات رقمية مستقلة: وهي مجتمعات قائمة بذاتها خارج منصات التواصل الاجتماعي. مثل مجتمع حسوب I/O.

مشروعك الرقمي يحتاج مجتمعًا

يمكن أن يقدم لك المجتمع الرقمي العديد من الفوائد سواء على المستوى الإنساني أو الربحي، لكن علينا أن نشير أولًا إلى قاعدة محورية تسبق حديثنا هذا. لابد أن يكون محتواك صادقًا ذا جودة ليقدم إفادة حقيقية للجمهور.

انتشار أوسع = عملاء أكثر

مع فتح نقاشات في مجتمعك الرقمي حول مواضيع أو منتجات رقمية يقدمها مشروعك. ستجذب الزوار المهتمين من العملاء الذين يحتاجون خدماتك. ومع النشاط والتفاعل المستمر يزداد انتشارك بين الجمهور. المجتمع الرقمي إذًا يجعل موقعك أكثر قابلية للاكتشاف.

الكل يبحث عن العلاقات

يمنحك المجتمع الرقمي فرصة للتواصل والتعاون مع زملاء جدد من خلال نقاشات ثرية تكشف عن خبراتكم وخدماتكم. كما يفتح لك المجال لإقامة شراكات مع علامات تجارية مهتمة بجمهورك، تسعى للترويج لمنتجاتها ضمن هذه الشبكة النشطة.

تأسيس شبكة علاقاتٍ قوية أمر لابد من وضعه ضمن أهدافك، فهي واحدةٌ من أهم ركائز النجاح في عالم الأعمال الرقمية.

ولاء وانتماء

تخيل زائرًا بمجتمعك الرقمي يبحث عن مساعدة. ليجد التفافًا من زملائه كلٌّ يحدثه عن تجربته ويبدي له استعدادًا لحل مشكلته! ثم وجد خبيرًا يجيب عن تساؤلاته بدقة. فيزداد ارتباطه بالمجتمع ويصبح مشاركًا نشطًا، وفي إحدى مساهماته؛ يتفاجأ بعميل يرغب في توظيفه. حينها تخيل كم سيشعر بالامتنان لمجتمعك الرقمي؟

تعزيز شعور الانتماء بين جمهورك سيحولهم إلى عملاء أوفياء لعلامتك التجارية. يزورون قنواتك الرقمية باستمرار ويساهمون في زيادة انتشارها عبر الحديث عن تجربتهم الطيبة معها (Word of mouth).

💡التسويق الشفهي (Word of mouth marketing)
هو إعجاب العملاء بالمنتج الرقمي أو الخدمة التي تُقدمها. ثم الحديث عنها وعن مزاياها بصورة طيبة مع الآخرين.

مزيد من الأفكار

لا يتوقف النشاط في المجتمع الرقمي على مشاركة الفائدة المعرفية فقط، بل يتوسع ليشمل إبداء الرأي في منتجاتك وخدماتك. على سبيل المثال، يشارك الأعضاء تجاربهم لمنتجاتك ويقدمون نقدًا أو اقتراحات تزيد من جودته.

وربما تتعرف أيضًا على نقاط ألم جديدة يواجهها جمهورك من خلال مشاركاتهم على المجتمع. لتكون دليلًا لتطوير منتجك الرقمي الجديد. وتذكر أن التعرف على الجمهور من أهم خطوات إعداد حملات التسويق الرقمي.

مجتمع مستقل أم مجتمع على منصات التواصل الاجتماعي؟

حسنًا، لكل من القسمين مميزاته وعيوبه، ولهذا نحتاج أولًا إلى المقارنة بينهما قبل الإجابة على هذا السؤال:

وسائل التواصل الاجتماعيالمجتمعات المستقلة
التحكمتخضع لشروط وسياسات المنصة نفسها.يتيح حرية وضع الشروط والمزايا التي تريدها.
الأمانيتعرض الأعضاء لأخطار المنصات من سهولة الوصول إلى بياناتهم الشخصية، وانتشار المعلومات المُضللة، والحسابات الاحتيالية.يمنحك أمانًا أكبر من خلال حماية خصوصية الأعضاء، والقدرة على ضبط محتوى المجتمع، ووضع سياسات للتحقق من هوية كل عضو.
التركيزتصميم منصات التواصل يعزز التشتت ويهدف إلى إبقائك بالمنصة لفترة أطول لخدمة مصالح الشركة المالكة.مجتمعات متخصصة ولا يوجد فيها أي مجال للتشتت.
البياناتالشركة المالكة للمنصة هي التي تحصل على بيانات الأعضاء.يُمكنك الحصول على بيانات الأعضاء وحمايتها جيدًا، ثم استخدامها في تحليل جمهورك بدقة، وإعداد قوائم بريدية.
الانتشارانتشار أكبر لأن القطاع الأكبر من الجمهور متواجد بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي.يخضع إلى سلطة محركات البحث أو قوة علامة التجارية.

إجابةً على السؤال المطروح؛ يمكنك استخدام النوعين لتستفيد من مميزات كليهما:

مجتمع مستقل رئيسي يجتمع فيه المهتمون بالمجال أو النيتش الخاص بمشروعك الرقمي. تركز على تنميته وتطويره ليكون بيتًا دافئًا لجمهورك. مع مجتمع على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن استخدامه في الأنشطة التسويقية للاستفادة من الحضور القوي للجمهور. كما يُمكن أن يكون وسيلةً فعالةً لجذب الجمهور المستهدف من وسائل التواصل إلى مجتمعك المستقل.

ولكن تذكر أن المجتمع المستقل سيحتاج منك تأسيس علامة تجارية قوية أولًا، سواء علامة تجارية شخصية، أو علامة تجارية لمشروعك الرقمي. حتى تتمكن من جذب جمهورك إليه لتنشيطه. أما إذا كنت في بداية رحلتك؛ أنصحك بالاعتماد مبدئيًا على مجتمعات رقمية بوسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق الانتشار.

حقق الاستفادة القصوى من المجتمع الرقمي

ذكرنا سابقًا أهمية المجتمعات الرقمية لنجاح مشروعك عبر الإنترنت. والآن، سأخبرك ببعض الممارسات التي قد تضمن لك تحقيق أكبر استفادة ممكنة من مجتمعك الرقمي!

الجمهور هو بوصلتك

قد يطغى عليك الاهتمام بزيادة الدخل من خلال إغراق المجتمع بالإعلانات مثلًا. احذر هذا الإفراط ولا تقدم المصلحة المادية على المصلحة الإنسانية، فالزائر إذا شعر بأنه لا يساوي عندك أكثر من مصدر للربح الشخصي سيغادر حتمًا، أو سيصبح غير فعال في أحسن الأحوال! 

ركز دائمًا على تقديم الفائدة لأعضائك واجعلهم يشعرون بتقديرك دائمًا. وهذا ما سيرفع من قيمة مجتمعك بمرور الوقت.

حلل وخطط

دراسة مجتمعك باستمرار من خلال التحليل واستطلاعات الرأي يساعدك في فهم احتياجاته وتحسين خطط التسويق الاستراتيجي لمشروعك الرقمي.

مساحة حرة..لكن آمنة!

كونك تتيح مساحة حرة للأعضاء لا يعني أن تترك مجتمعك مهملًا دون ضوابط تحميه من الفوضى والتجاوزات. عليك الموازنة بين الحرية والضبط لتُبقي مجتمعك بيئة منظمة وآمنة.

برنامج سفراء المجتمع

لو أن لك مجموعة من العملاء الأوفياء الراضين عن خدماتك ومنتجات بنسبة كبيرة، فأنت تمتلك مجموعة من الخبراء في منتجاتك. لذا حافظ على ولائهم لك؛ وقدم لهم امتيازاتٍ حصريةً مثل إتاحة الوصول المجاني إلى دورات مدفوعة لفترة محدودة، أو هدايا وتخفيضات. 

امنحهم اسما مميزًا عن بقية الأعضاء، فليكن مثلا «سفراؤنا»، حيث يتكفلون بالإجابة عن تساؤلات الأعضاء الجدد، ويقدمون ملخصات لتجاربهم مع منتجاتك لتشجيع الجمهور على شرائها.

كيف ستكون النتيجة؟

مزيد من الولاء، ومزيد من الثقة والتقدير، ومزيد من الانتشار والمبيعات!

وضع برنامج «سفراء المجتمع» من الأفكار الخلاقة التي تستحق منك التخطيط والتجربة!

واكب كل جديد!

عزيزي المثابر، قد يريحك أن تلتزم بأفكار تقليدية مألوفة عند التخطيط لمشاريعك. لكن في وقتنا الحالي حيث التسارع سمة في كل شيء، لابد من مواكبة ما هو جديد في مجالك إن أردت النجاح حقًا! 

تتحرك أعمال الإنترنت الآن باتجاه المجتمعات الرقمية رغم أنها ليست مفهومًا حديثًا. فمع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وازدهار العلاقات عبر الإنترنت؛ أصبح العملاء يثقون أكثر في آراء بعضهم البعض فضلًا عن الإعلانات الرقمية التقليدية.

ولا تنس أن بناء المجتمعات الرقمية يحتاج إلى عمل ومثابرة. لا تتوقع أن يُدر عليك المجتمع ربحًا من الأشهر الأولى. قد يستغرق الأمر فترات طويلة حتى يصبح مجتمعك مقصدًا لكل المهتمين بنيتش مشروعك الرقمي. وعندئذٍ ستحصد ثمار جهدك.