أعلم أنك فتحت المقال تبحث عن طريقة فعالة لزيادة الروابط الخلفية (الباكلينكات) بعيدًا عن الطرق الصعبة، ولكن أنا هنا اليوم لأقدم الاستراتيجيات الفعالة إلى جانب بعض الحقائق الواجب معرفتها حول هذه المهمة التي تؤرق الكثير من متخصصي تحسين محركات البحث، فهل سترافقني في هذه الرحلة المثمرة؟
ما هي الروابط الخلفية؟
صعب أن تأتي إلى هنا ولا تعرف ما هي الباكلينكات، ولكني سأفترض ذلك وأخبرك ببساطة أن الرابط الخلفي هو رابط لأحد الصفحات من موقعك الإلكتروني والذي يُشار إليه في أحد المواقع الإلكترونية الأخرى (هايبرلينك-ارتباط تشعبي) كمصدر أو رابط للاستزادة أو لغرض نسب بعض المعلومات أو الخدمات أو المنتجات إلى الرابط المشار إليه (وهذا هو الرابط الخلفي الطبيعي الذي نتمنى الحصول عليه بطريقة طبيعية)، أو هو نفس الرابط ولكن يشار إليه في أحد المواقع الإلكترونية الأخرى ولكن بطريقة متعمدة بغض تحسين ظهور صفحات الموقع في محركات البحص (طريقة بناء الروابط المعتادة).
ما أهمية بناء الروابط الخارجية؟
إن سألت أي متخصص تحسين محركات بحث عن سبب سعيه نحو بناء الروابط الخلفية لموقعه الإلكتروني سوف يخبرك دون أن يفكر أنه يرغب في ذلك لكي يرفع ترتيب موقعه الإلكتروني على محركات البحث، وخاصة عندما يكون المحتوى وحده لا يكفي للتصدر وسط منافسين شرسين.
ولكن… هل يستحق العائد كل هذا البذل من الجهد والمال والتفكير والمخاطرات؟ اممم هو أمر مهم وله عائد قوي لا محالة، ولكن ما يجهله الكثيرون هو أنه أحيانًا تحقيق أغلب هذا العائد بطرق مشروعة أخرى وطبيعية.
ولكن لحظة.. هل قلت مخاطرات؟ نعم قلت، هناك مخاطر عديدة يمكن أن تعرض لها نفسك في هذه المهمة إن تخطيت المرفوض.. ولكن ما هو المرفوض في ممارسات بناء الروابط الخارجية؟
ممارسات محظورة في بناء الروابط الخلفية
(يرجى إضافة تصميم يعبر عن ممارسات القبعة السوداء أو بناء الروابط الخلفية بطريقة غير مشروعة)
هناك العديد من الممارسات المحظورة (Black Hat) في بناء الروابط الخلفية لأنها تعتبر مخالفة لسياسات جوجل وقد تؤدي إلى عقوبات مثل انخفاض الترتيب أو إزالة الموقع من نتائج البحث. ومن أبرز هذه الممارسات:
شراء وبيع الروابط
يلجأ بعض متخصصو تحسين محركات البحث إلى شراء روابط خلفية من مواقع إلكترونية أخرى مقابل مبالغ من المال متفق عليها من الطرفين، وذلك بأن يوفر الموقع البائع مساحات في محتواه لإضافة روابط الموقع الإلكتروني للمشتري. ترفض جوجل هذا النوع من الممارسات أو الاستراتيجيات لأنها تعتبرها تلاعب في الخوارزميات النزيهة التي تنص على ضرورة امتلاك الروابط الخلفية بشكل طبيعي.
تبادل الروابط المفرط
تعتبر هذه الاستراتيجية من أشهر الطرق في الحصول على الروابط، وهي أن يتفق موقعين إلكترونين على تبادل الروابط الخلفية معًا لينتفع كلاهما بالروابط الخلفية تحت شعار "ضع لي رابطاً وأضع لك رابطاً" وهو أيضًا من الممارسات التي تصنف كممارسات احتيالية محظورة خصوصًا إن حدثت بشكل مبالغ فيه.
استخدام الشبكات الخاصة (PBNs)
تعتبر هذه الطريقة بالنسبة لي من أغرب الطرق، لأن يعتمد مستخدمها على شراء مجموعة من المواقع الإلكترونية فقط بغرض استخدامها لنشر روابط موقعه الأصلي الذي يستهدف تحسينه، وعادة يلجأ الشخص إلى شراء المواقع ذات النطاقات (الدومينات) القديمة، وللأسف الروابط التي تنتج من هذه الطريقة تكون ضعيفة وذات جودة منخفضة.
الروابط من التعليقات العشوائية والمنتديات
من أكثر الطرق إزعاجًا وأقلهم فائدة، ولا أفهم بصراحة لماذا يلجأ الكثير من شتى أنحاء العالم، خصوصًا في ظل التحكم وإدارة التعليقات. أنا أتلقى عشرات الإشعارات يوميًا على بريدي الإلكتروني لتعليقات تنتظر الموافقة للنشر على المواقع الإلكترونية التي أديرها، وعندما أقرأ التعليق الاحتيالي لا بد أن أجد فيه رابط خفي يرغب المعلق أن يشير إليه ويحصل على باكلينك من خلال التعليق، والطريقة الجديدة الآن هي أن يحاول المعلق خداعي بكتابة تعليق لطيف على المحتوى وكأنه قرأه واهتم بالفعل لكي أقبل تعليقه ويحصل على الرابط الخلفي.. عبث!
والأغرب منها أيضُا هي اللجوء إلى النشر في منتديات رديئة أشبه بسوق يجمع كل البضائع ويعرضها على الأرض ليدهسها المارة، وأنت تذهب بموقعك الإلكتروني الذي تعتبت فيه لكي تتحدث عن علامتك التجارية القيمة وتنشر روابط موقعك في مكان كهذا؟! أيعقل! ولكن للأسف يلجأ الكثيرون إلى هذا الحل.
الروابط من مواقع منخفضة الجودة أو سبام
وهي أن تنشر محتواك ورابط صفحاتك على موقع إلكتروني احتيالي أو ضعيف السلطة والموثوقية نظرًا لميزانيتك المنخفضة مثلا، لتكن النتيجة أن يُسقط هذا الموقع الضعيف موقعك الإلكتروني معه بدلًا من أن يرفعه! وأمثلة على هذه المواقع هي مواقع المقامرة أو المحتوى المخل التي سوف تضر بسمعتك وسمعة موقعك الإلكتروني.
الإفراط في استخدام الكلمات المفتاحية في كل ال anchor text
يمثل الإفراط في استخدام الكلمة المفتاحية لصفحتك كنص للرابط تصرفًا احتياليًا غير طبيعيًا، وهو من الممارسات المحظورة في مسألة الروابط الخلفية التي يمكن أن تفسد مجهودك كله.
الروابط المخفية
يلجأ بعض أصحاب المواقع الذين يستخدمون ممارسات القبعة السوداء (Black hat) والذين يستهدفون بيع الروابط الخلفية بنشرها في مواقعهم الإلكترونية إلى إخفاء الروابط بكتابتها بلون الخلفية لكي لا تظهر، سعيًا منهم للتخفي من محرك البحث لكي لا يعاقبهم على ممارساتهم المحظورة، وهم لا يعلمون أن محرك البحث لديه القدرة على قراءة أي نص مكتوب حتى إذا كان بلون غير مرئي! وحينها ستكون العقوبة مضاعفة!
الروابط الآلية (Automated Link Building)
يوجد برامج أو روبوتات الآن تقوم هي بإنشاء الروابط الخلفية إنشاءً آليًا دون تدخل بشري، وللأسف هذه الطريقة أيضًا تُكشف وتضر بأصحابها أكثر مما تنفع.
استراتيجيات بناء الروابط الخلفية المشروعة
قبل أن أخبرك بالاستراتيجيات المفروضة والمسموح بها، سوف أخبرك بعدة نصائح قبل بناء استراتيجية الروابط الخلفية الخاصة بك:
قبل أن تفكر في الحصول على الروابط الخلفية، فكر في تحسين موقعك الإلكتروني تحسينًا طبيعيًا يفيد المستخدمين ويبرز أهدافك البناءة والمستدامة. طور محتواك وقدم قيمة حقيقية من خلاله وأجب عن أسئلة الجمهور حول الموضوعات التي تخص مجال عملك. احرص على أن تقدم فائدة حقيقية وتلبي احتياجات العملاء، كأن توفر تجارب مجانية أو هدايا أو حلول لمشكلات عويصة وتبذل مجهود كبير في الإعلان عن هذه الحلول الحقيقية لكي تصل للناس ويستفيدوا منها، وصدقني.. حينها لن تحتاج لنشر روابطك، بل ستجد جمهورك هو من ينشر حلولك ويتحدث عنك في كل مكان، فقط اهتم بتحسين تجربة المستخدم وسهولة التنقل ووضوح الخدمات والقيمة التي تقدمها للناس، وسوف تجد من يتحدث عنك ويبرز قيمتك وانفرادك في السوق.
والآن.. سأبدأ بسرد الاستراتيجيات والأفكار البناءة والمشروعة في الحصول على الروابط الخلفية بترتيب قيمتها حسب قناعتي..
كن مصدرًا حقيقيًا للمعلومة
ألا ترغب في أن يشير إليك الناس في محتواهم ويضعوا صفحاتك مصدرًا للاستزادة؟ حسنًا.. كن موسوعة علمية موثوقة حقيقية عن المجال الذي تعمل به، وذلك عن طريق إعداد مدونة مربوطة بموقعك الإلكتروني تنشر بها مقالات وأبحاث موثوقة بلغة واضحة وبسيطة يفهما جمهورك، واحرص على إرفاق الدراسات والتقارير والإحصائيات التي تدعم كلامك، إضافة إلى الإجابة عن أي أسئلة يبحث عنها المستخدمون، وخصوصًا الأسئلة التي لا يجيب عنها أحد، وسوف يستخدمك الناس كمصدرًا دون سعي منك لذلك. أنا في يوم من الأيام كنت أعمل في الكتابة والأبحاث، وكنت أشير إلى المصادر الموثوقة الحقيقية في مقالاتي، والتي تستحق الإشارة لها، كن واحدًا منهم.
تحليل الروابط الخلفية للمنافسين
أول خطوة أقوم بها عندما أقرر بناء الروابط الخلفية (بعد أن أكون انتهيت من تحسين موقعي ومحتواي بالكامل) هي أن أحلل الروابط الخلفية للمنافسين وأنشئ بها جدول وأفتح كل رابط وأقيمه وفقط الروابط الجيدة هي من أجمعها لكي أحاكيها.. ولكن ما هي الروابط الجيدة؟ روابط من مواقع إلكترونية في نفس مجالنا ذات سلطة نطاق عالي وغير احتيالية.
كن نشطًا في مجتمعك
لكي يشير إليك الآخرين بصورة طبيعية، احرص على الاحتكاك بأفراد مجتمعك، ومجتمعك هنا أقصد به مجموعة الأفراد المهتمين بمجالك، كمجتمع المطورين إن كان موقعك عن تطوير الويب أو مجتمع المسوقين الرقميين إن كان موقعك عن تقديم خدمات رقمية مثلا، سواء كانت مجتمعات وتجمعات افتراضية على الإنترنت أو في الواقع. اشترك في الفعاليات وساعد الناس وتعاون مع غيرك وسوف يستخدمك الآخرين في الإعلان عن أحداثهم وفعاليتهم ويشيروا إليك دون أن تطلب.
اعمل بجد وانشر خدماتك
عندما تجتهد في تقديم خدماتك الأصلية ويرتفع عدد العملاء المستفيدين منها، سوف يشيروا إليك كمزود خدمة عند الإعلان عن منتجهم الذي حصلوا عليه جراء التعاون معك أو يضعوك في خانة الشركاء ويشيروا إليك بفخر لأنك شريك مميز.
التدوين كضيف (Guest Posting)
تعتبر هذه الاستراتيجية هي الأشهر في طرق بناء الروابط الخلفية، ولا أخفيك سرًا أنا لا أحبها، ولكن هي استراتيجية مشروعة إن اخترت مواقع أو مدونات موثوقة ضمن مجالك على أن تنشر الروابط بشكل طبيعي ومعقول دون إفراط. أنصحك أن تستخدم هذه الاستراتيجية إن جربت كل ما أخبرتك به سابقًا وكانت المنافسة شرسة عليك ومضطر لأن تستعين بها لكي ترفع ترتيبك وتحصل على زيارات أعلى.
العلاقات العامة الرقمية
يمكنك الحصول على الروابط الخارجية المشروعة بنشر أخبار أو إنجازات شركتك في الصحف الإلكترونية أو المجلات المتخصصة. وذلك بأن تتواصل مع الصحفيين أو المدونين لعمل تغطيات أو مقابلات بخصوص حملاتك المفيدة وأحداثك التي تستحق النشر.
إنشاء أدوات رقمية أو موارد مجانية
يمكنك تصميم تطبيقات مرتبطة بخدماتك لتسهيل استهداف مستخدمي الجوالات والتابلت، وحينها يمكنك رفع هذه التطبيقات على متجر التطبيقات، حتى يمكنك استخدام وصف التطبيق في ذكر رابط موقعك الإلكتروني ليستزيد المستخدم أكثر عنك وعن خدماتك ،وسيكون لديك رابط خلفي قوي من نطاق متجر التطبيقات الموثوقة. أو يمكنك بناء أداة مجانية، قالب، أو ملف قابل للتنزيل (مثلاً: حاسبة، قوالب Excel، Checklists) وتنشره في المجتمعات المهتمة بخدماتك وسوف يستكمل رحلته هو في الانتشار.
بناء روابط سليمة من الروابط المكسورة عند المنافسين
بعد تحليل روابط المنافسين، ارصد الروابط المكسورة (صفحات لم تعد موجودة) في مواقع مرتبطة بمجالك، وراسل أصحاب المواقع واقترح عليهم ربط الرابط السليم الخاص بموقعك عن محتوى مشابه لمحتوى الرابط المكسور بالرابط بدلًا من الرابط المكسور المنشور لديهم. سوف يوافق صاحب الموقع على هذه الطريقة لأنه يصلح خطأ في موقعه.
التعاون مع المؤثرين والمدونين
يمكنك التعاون مع صناع المحتوى الذين يقدمون محتوى ذو قيمة ومرتبط بمجال عملك ومتحمسين لمراجعة أي بحث أو معلومة أو خبر وتقديم محتواهم عنه، تواصل معهم واعرض عليهم منتجات مجانية لمراجعتها أو معلومات عن خدمتك التي تهم جمهورهم. يضع المؤثرون غالبًا روابط إلى موقعك ضمن مقالاتهم أو مراجعاتهم.
الرسوم البيانية (Infographics)
أنشئ إنفوجرافيك معلوماتي جذاب وسهل المشاركة، وسوف تنشره المواقع المهتمة وتضع رابطًا لمصدره (موقعك).
الروابط الداخلية القوية
أعلم أنك يمكن ألا تقتنع بهذه الفكرة، ولكن هي حقيقية حتى إن لم تقتنع. صحيح أن الروابط الداخلية ليست باكلينكات من مواقع خارجية، لكنها مهمة جدًا، حيث أن توزيع الروابط داخل موقعك بين المقالات والصفحات بشكل مترابط يرفع قيمة SEO بشكل عام.
أنا قدمت لك عصارة تجربتي وخبرتي في هذه المهمة، وصدقني عليك أن تهتم بالجودة على حساب العدد، وأن يكون هدفك الأول هو تقديم القيمة الحقيقية وإبراز الفائدة، حينها لن تحتاج إلى بناء الروابط الخلفية بشكل اصطناعي أو احتيالي.


